القوة الناعمة
قوة الدول هي القدرة على الإقناع والتأثير وتحقيق مرادها، فمثلث القوى ينقسم إلى القوة العسكرية، والاقتصادية والضلع الثالث وهو القوة الناعمة. في ظل هذا العالم المتغير، تغيّرت قواعد اللعبة، وأصبح لا يمكن لأي دولة تحقيق النجاح دون التأكد من استثمار القوة الناعمة لديها لتكون أكثر جاذبية وفعالية.
القوة الناعمة هي القدرة على الجذب والاستقطاب دون الإكراه، التأثير على الرأي الاجتماعي العام وتغييره. أن يكون الآخرون متعاونين غير مكرهين، من خلال سياسات الدولة الخارجية وتصرفاتها مع الدول الأخرى، ومن خلال ثقافتها المنتشرة عبر الفنون، الطعام، اللباس، الموسيقى، والمسرح وغيرها.
هل تتخيل كيف يمكن للفن أن يؤثر، وللسينما أن تصنع وجدان للرأي العام وتساعد في تقديم المجتمعات للأمام أو تعود بهم للخلف. فالآثار والفنون المصرية أدوات قوة ناعمة لمصر مثلا، تماما مثل هوليوود وكوكا كولا وأبل بالنسبة للولايات المتحدة، أو تويوتا وسوني والرسوم المتحركة بالنسبة لليابان. سمعة الدانمارك باعتبارها البلد الأقل فساداً في العالم هو قوة ناعمة. تعلق الناس بإيطاليا بسبب البيتزا وبفرنسا بسبب العطور هو قوة ناعمة. تبني قيم السعادة والتسامح في الإمارات وتخصيص وزارات لها هو قوة ناعمة.
القوة الناعمة هي قضية أمن وطني، إن تم الاهتمام بها كما يجب فستكون الدولة قادرة على الموازنة بين قواها الصلبة والناعمة. ومن الضروري الإدراك بأن القوة الناعمة لا تكتمل دون تضافر جهود الجميع دون استثناء، شعوباً وحكومات، لتجعلنا أكثر مهارة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية أياً كانت ومتى كانت وممن كانت.
طارق سكيك
الرئيس التنفيذي