فيروس الخوف
انتشر الكوفيد 19 أو الكورونا فيروس في كافة أنحاء العالم وأدى إلى أعداد كبيرة من الإصابات والوفيّات، وما زالت الأرقام في تزايد حتى يومنا هذا.
ولكننا واجهنا فيروساً أكثر خطورة وأصاب 7 بليون شخص حول العالم، أي أصاب العالم كافّة وانتشر بشكل سريع. جميعنا ساهمنا بانتشاره بطريقة ما. هذا الفيروس هو فيروس الخوف. والّذي سبّبه نهر المعلومات الذي نحمله بأيدينا كل الوقت، نهر المعلومات هذا يتجسّد أساساً في السوشال ميديا، انستجرام، فيسبوك، تويتر، وتساب وغيرها. كلّ فرد فينا يشرب منه ويلقي فيه أيضاَ.
لهذا الفيروس أعراض كثيرة تتمثّل أهمها في أعراض الخوف والتي تؤدي إلى تصرفات غير مدروسة في المجتمعات بشكل عام. فعلى المستوى الاجتماعي، ظهرت تصرّفات غريبة عن البشرية، شاهدنا الناس يتضاربون في محلات المواد الغذائية أو المخابز وهذا نتيجة خوفهم من احتمال شحّ المواد في الأسواق. هذه التصرفات كلّها خارجة عن الطبيعة البشرية والتي سببها الخوف. أما من ناحية ثانية، فالبنية التحتية لبعض الدول، مثل إيطاليا، تأثرت وتعرضت لانهيار، حيث رأينا الناس يتهافتون للمستشفيات بشكل جنوني، لأعراض طفيفة وبسيطة وغير محتاجة لمستشفى، خوفاّ من الكورونا وبالتالي احتلّوا مكاناً قد ينقذ حياة شخص آخر. وبالتأكيد فإن الجانب الاقتصادي كان الأعظم تأثّراً بهذا الفيروس، فيروس الخوف، فعلى الرغم من الجهود الجبّارة التي بذلتها العديد من الحكومات حول العالم، إلا أن الخوف سيطر على السوق الاقتصادي وطريقة عمل المؤسسات أو المشاريع حول العالم.
جميعنا شاركنا بطريقة أو بأخرى بخلق فيروس الخوف، نهر المعلومات الموجود شربنا منه جميعاً، وكلّنا نحمل الرغبة الجامحة بمشاركة المعلومات مع من حولنا. ولكن، للتّلخيص، هناك 3 أشكال من الأشخاص المساهمين في خلق هذا الخوف وهم كالتالي:
- الإنسان الذي يقصد الأذية بالمعلومات التي يلقيها في النهر، تبعاً لأجندة خاصّة. قد يكون شخص مستقلّ أو حتى قناة معينة هدفها أذية المجتمع.
- الذي يتكلّم بما لا يعنيه: الشخص الذي يتكلّم خارج نطاق تخصّصه، كالطيّار الذي يتكلّم بالطبّ، أو الطبيب الذي يحلّل وضع البنية التحتية للطرق مثلاً.
- صحافة المواطن: مستخدم قنوات التواصل الاجتماعي، الذي يستقبل المعلومات من النهر ويعيد إرسالها، وقد يضيف عليها أيضا دون أدنى علم بمدى أثرها على الآخرين.
الوقاية من فيروس الخوف سهلة جدّا وتتلخّص بالتالي:
- تكلّم بتخصّصك. تكلّم بما تفهم به فقط و”اترك الخبز لخبّازه”.
- تحقق من المعلومات قبل اعتمادها وإعادة نشرها. تأكد من موثوقيّة المصدر دائما.
- عندما يكون الكلام من فضّة، فالسكوت من ذهب. والآن هو أفضل وقت للسّكوت. اترك الحكومات وأصحاب الشأن يقومون بدورهم وجهودهم بهدف السيطرة على الأزمة.
وأخيرا تذكّر: فليقل خيراً أو ليصمت …!
طارق سكيك
الرئيس التنفيذي